الصفحة الرئيسية  قضايا و حوادث

قضايا و حوادث مأساة مهاجر سابق: ابني «ضاع» منذ 34 سنة، وهــو الآن في الطيران الحربي الألـمـانـي

نشر في  20 أفريل 2016  (12:18)

ليست هي المرّة الأولي التي يخلّف فيها الزواج بأجنبية مأساة اجتماعيّة وتفكّكا في الأسرة وحالات يتفتّت لها الحجر من فرط غرابتها، وهذه التي بين أيديكم عينة منها، ونرجو من وزير الخارجيّة أن يقرأها فقد يحقّق لصاحبها حلمه في أن يرى قبل أن يموت ابنه الذي فقد صلته به منذ 34 سنة كاملة...

طلقت الألمانية وتزوجت تونسيّة

يقول سي حسين الديري في استعادته للأحداث حسب تدرّجها الزّمني: «في بداية السّبعينات، كنت من ضمن تلامذة متألّقين في اختصاصاتهم، تمّ إيفادهم الى ألمانيا للعمل هناك..وبعد أن استقررت تزوجت في العام 1972  ألمانية تدعى «كريستا مونيكا كلافوس» وتعمل في البريد وقد أنجبت منها ابنين توفي واحد منهما، ثمّ ولعدّة ظروف طلّقتها في سنة 1978.. واثر ذلك تعرّفت هي على ضابط في البحرية الألمانية وتوّجا علاقتهما بالزّواج.. وبما أنّي كنت في ريعان شبابي تزوجت تونسية وانطلقت في بناء أسرة جديدة.. وذات يوم وأنا في تونس وردت عليّ رسالة من بلدية «فلمسهافن» رجوني فيها أن أمضي عليها حتى يغيّروا لقب ابني كريم الذي بقي في رعاية أمّه بما يمكنه من الالتحاق بالطيران الحربي الألماني، ولكنّي رفضت، وقد يكون هذا الرّفض حزّ في نفس ابني، ولو أنّ سبب الرفض مشروع، فهل يعقل أن يحمل لقبا غير لقب والده؟ وبالتجائهم إلى المحكمة صار «كريم فورد ماير»، وبعد مدّة أصبح ضابطا في الطيران الحربي...

رحّلوني ولكن لن يرحّلوا قلبي أبدا

..وأنا لم آت الى تونس عن طواعية بل مكرها، وذلك بعد أن تمّ طردي من ألمانيا بسبب رفضي دفع النّفقة لطليقتي مباشرة، اذ اشترطت أن أمكّنها من مستحقّاتها بإيداعها في الحساب البنكي لابني كريم..
ومنذ صدور الحكم بترحيلي، فقدت كلّ صلة بزوجتي السّابقة، ولولا قريبة لي مقيمة هناك، ما علمت أنّ ابني في الطيران الحربي.. لقد كانت مونيكا تغيّر في كلّ مرة رقم هاتفها حتى تكون القطيعة تامّة ونهائيّة بيني وبين ابني.. ولأنّي لم أنسه ولو لحظة واحدة في حياتي، فكلّما ذهبت الى بلد من البلدان، اتصلت بسفارة ألمانيا وطلبت أن يتدخّلوا حتى أسمع صوت كريم ولا أعيش بغصّة في الحلق وحرقة في الصدر..
ومن الأحداث التي لن أنساها، أنّي ذهبت يوما الى دار طليقتي لأرى ابني وأرافقه، فلاحظت على وجهه، وهو آنذاك في الخامسة من عمره، آثار تعنيف وكدمات وزرقة، فسارعت بعرضه على الطبيب واستخراج شهادة.. ولم يشف غليلي الاّ عندما رددت الصاع صاعين، فقد انتظرت يوما  زوجها، وهو الذي عنّفه عند أسفل العمارة و لمته علي وحشيّته، وبما أنّ صلفه لا مثيل له، سدّدت له لكمة أطفأت نيراني.
 هذه مأساتي، وكلّ ما أريده، هو أن أرى ابني «كريم» قبل أن أتوفى، وكذلك ان يتعرّف على إخوته وهما انثيان وذكر، فتقريب صلة الرحم واجب على كلّ مسلم.. لقد تجاوزت السبعين من العمر، وكل أملي أن ألتقي بابني وأضمّه اليّ».
هذه حكاية السيد حسين الدريدي، كما جاءت على لسانه، فليت وزارة الخارجيّة تقوم بالاجراءات الضرورية التي تيسّر له الاجتماع بابنه الذي  من الصّعب أن يرفض مقابلة والده.

 السيد حسين الدريدي
رقم الهاتف: 24591446